لقد جشأت نفسي عديَّة مشرفٍ ... ويوم لوى حزوى فقلت لها صبرا
وقد ملك الخضرمة بعد بني عبيد من حنيفة آل أبي حفصة ثمَّ غلب عليها الأخيضر بن يوسف العلوي فسكنها، والضبيعة لبني قيس، والملحاء لبني قيس، والخرج لبني قيس، والنقيرة والعويند من على الجبيح من اليمامة لبني خديج من تميم وبئر النقير بناحية البحرين أيضاً على عشر قيم لا تنكش، ويجتمع عليها كثير من ورَّاد العرب، وربما سقي عليها عشرة آلاف بعير فتضرب عنها جميعاً بعطن وهو حسيف قليذم.
وعارض اليمامة وهو جبل مسيرة أيام، ومنه قضة بني بكر وتغلب وهو اليوم التحالق. قال الجرمي المجازة من أرض اليمامة لبني سلي وبني صبيح وبني كبير من جرم، فأما سلي فهو ابن جرم كبر وبنو كبير من الهون وصبيح بطن من سلي. وديار جرم من بين العرب متفرقة منها باليمامة، ومنها بالبصرة ومنها بالعقيق ومنها بحضرموت، وكان لها دار بصعدة في وادي نشور ولها دار ما بين صنعاء ومأرب ولها بدثينة وأحور، مسلم وخاصة لبني دينار وبني سبيلة، وقد يحاربون بعض مذحج وتغازيهم، وفي ذلك يقول بعض شعراء بلحارث:
أما كبير ودينار فقد علقا ... في غاية الحبل ميديين في الشرك
وطارق وبطون الهون كلهم ... وإن تدعني فلا أوذي بني البرك
غاية الحبل أنشوطته، وميديين وقعت في الربقة أيديهما ويديته أصبت يديه.
قال الجرمي: الوشم من أرض اليمامة وهو للقراوشة من بني نمير وأول الوشم ثرمداء وأثيفية وهي لمعشر عمارة بن عقيل، وذات غسل قال الشاعر:
أيا ذات غسل يعلم الله أنني ... لجوَّك من بين البلاد صديق