وجبلّتها لا تكون إلا طرائق من المشرق إلى المغرب متجاورة بعضها إلى بعض، من خط الاستواء إلى حيث يقع القطب الشمالي خمسين درجة، وهو ضِعْف الميْل وزيادة جزئين وكسر، وقد حدَّ في قانونه عرض كل إقليم منها وساعات نهاره الأطول على وسطه دون طرفيه بقول من نقل عنه؛ فجعل وسط
الإقليم الأول: مدينة سبأ بمأرب من أرض اليمن، وجعل العرض: ستة عشر جزءاً وربعاً وخمساً، وساعات نهاره الأطول: ثلاث عشرة سواء، وعرض الإقليم الثاني: منتهى الميل، وهو ثلاثة وعشرون جزءاً وخمسة أسداس، وساعات نهاره الأطول: ثلاث عشرة ونصف، والثالث: إقليم إسكندرية وعرضه ثلاثون جزءاً وسدس وخمس جزء، وساعاته: أربع عشرة، والرابع: إقليم بابل، وعرضه: ستة وثلاثون جزءاً وعشر، وساعات نهاره الأطول: أربع عشرة ونصف، والإقليم الخامس: عرضه أربعون جزءاً وتسعة أعشار وثلث عشر ساعة، وساعاته: خمس عشرة ساعة، والإقليم السادس: عرضه خمسة وأربعون جزءاً ونصف وسدس عشر، وساعات نهاره الأطول: خمس عشرة ساعة ونصف. والإقليم السابع: عرضه ثمانية وأربعون جزءاً ونصف وثلث عشر، ونهاره الأطول: ست عشرة ساعة، وقد حد أقاصيها وأدانيها وبعض ما تشتمل عليه من البلاد المشهورة فقال: إن
[الإقليم الأول]
يمر على وسطه من المشرق إلى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها على ما ذكرناه وابتداؤه حيث يكون نهاره الأطول: اثنتي عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة. وعرضه: اثني عشر جزءاً ونصف، وانتهاؤه حيث يكون نهاره الأطول: ثلاث عشرة ساعة وربع، وعرضه: عشرون جزءاً وربع، قال: ووسط هذا الإقليم مدينة سبأ ما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض، وابتداؤه من المشرق من أقاصي بلاد الصين، فيمر على جنوب الصين إلى سواحل البحر الذي في جنوب بلاد الهند والسند ويقطع البحر إلى جزيرة العرب وأرض اليمن وبحر جدة الماد إلى القٌلزم وبلاد الحبشة وما وراء النيل وجنوب بلاد البربر إلى أن ينتهي إلى حد