ثم من بعد مأرب أودية لطاف إلى الجوف، مشاربها من شرفات ذي جرة ومن شرقي مخلاف خولان العالية، منها العوهل الأعلى والعوهل الأسفل وحمض ويكون على هذه الأودية بنو الحارث بن كعب يسيمون النعم، ثم أودية الرَّضراض وحريب نهم ومشاربها من جبال السرِّ، صرع وسامك ومساقط بلد عذر مطرة وبلديام وهيلان وتحت سامك الرَّضراض وإليه ينسب معدن الرَّضراض وثمَّ قرية المعدن معدن الفضة وهو معدن لا نظير له في الغزر وخرِّب بعد قتل محمد بن يعفر وذلك إنه كان حدّاً بين نهمٍ من همدان ومرهبة ومراد وبلحارث وخولان العالية.
ثمَّ الجوف
وهو منفهق من الأرض بين جبل نهم الشمالي الذي فيه أنف اللَّوذ وأوبن الجنوبي الموصل بهيلان من بعد ... وهينا وسعة ما بين الجبلين مرحلة في أسفل الجوف، وطوله إلى أصحر وأشراف خبش مرحلة ونصف، ويفضي إليه أربعة أودية كبار.
فأولها الخارد مخرجه مما بين جنوبه ومغربه، ومساقي الخارد من فروع مختلفة فأولها من مخلاف خولان في شرقي صنعاء فيصب إليه غيمان وما أقبل من عصفان وثربان وظبوة وحزيز وإلى حزيز ينسب ثابت الحزيزي وقد روى عن عبد الله بن عمر، وكان أبو سلمة فقيه أهل صنعاء يقول: أنا ممن أدركته دعوة النبي رأيت ثابتاً الحزيزي رأى ثابت عبد الله بن عمر صاحب رسول الله صلى لله عليه وسلم، وما أقبل من عدورد، وهو وادٍ يصب مع سامك ودبرة ووعلان وخدار إلى الحقلين والسهلين ونواحي بقلان وأعشار وما أقبل من أشراف نقيل السَّود فبيت بوس فجبل عيبان وجبل نقم وما بينهما من حقل صنعاء وشعوب، ووادي سعوان ووادي السِّر، ومطرة وفيها أودية كثيرة فجبل ذباب فزجان فشبام القصَّة تمرّ مياه هذه المواضع إلى خطم الغراب ووادي شرع من أسفل الصمع وحدقان ويلقى هذه