منه أجش والخولاني والجرتي من عذيقة والشزب يعمل منه ألواح وصفائح وقوائم وسيوف ونصب سكاكين ومداهن وقحفة وغير ذلك وليس سواه إلا في بلد الهند والهندي بعرق واحد.
مواضع النياحة على الموتى: خيوان ونجران والجوف وصعدة وأعراض نجد ومأرب وجميع بلد مذحج فأما خيوان فإن الرَّجل المنظور منهم لا يزال يناح إذا مات إلى أن يموت مثله، فيتصل النواح على الأول بالنواح على الآخر وتكون النياحة بشعر خفيف تلحنَّه النساء، ويتخالسنه بينهن وهن يصحن وللرجال من الموالي لحون غير ذلك عجيبة التراجيع بين الرجال والنساء.
وقد ذكرناه نعاء الموتى في كتاب القوس من اليعسوب.
المشهور من محافد اليمن وقصورها القديمة التي ذكرتها العرب في الشعر والمثل:
محافد اليمن كثيرة الذي فيها من الشعر بابٌ واسع وقد جمع لك كله الكتاب الثامن من الإكليل ونذكر الآن المشهور منها ذكراً مرسلاً فأولها وأقدمها غمدان ثم تلفم وناعط وصرواح وسلحين بمأرب ظفار وهكر وضهر وشبام وغيمان وبينون وريام وبراقش ومعين وروثان وإرياب وهند وهنيدة وعمران والنجير بحضرموت.
المواضع المضروب بها المثل من هذه الجزيرة على حد الاستبعاد: يقولون لست معجز لنا ولو بلغت الشحر ولو حالت دونك يبرين، وبلغت حضرموت. قال الشمردل بن شريك يصف الرياح:
حيث يقال للرّياح اسفينا ... هوج يصبِّحن فلا ينبينا
وكل وجهٍ للسُّرى يسرينا ... بلغن أقصى الرَّمل من يبرينا
وحضرموت وبلغن الصِّينا فضم إلى هذه المواضع الصين لبعدها عنده، ويقولون: أسحقه الله وأبعده والحق روحه بأرواح الكفار ببرهوت، ويقولون: سنبلغه، ولو كان أبعد من أنف اللَّوذ، ويقولون: لابد من صنعاء ولو طال السفر، ويقولون: لو بلغ صنعاء القصبة ولو بلغ برك الغماد وفي الحديث