للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يطير وأعلى أعجاز حوش كأنها ... جهام هراق ماءه فهو آثب

وبكر لها أرض العراق وإن تشأ ... يحل دونها من اليمامة حاجب

وصارت تميم بين قفّ ورملة ... لها من حبال منتأى ومذاهب

وكلب لها خبتٌ فرملة عالج ... إلى الحرة الرجلاء حيث تحارب

سميت الحرة الرجلاء لأنها ترجل سالكها ولا يقدر فيها على لركوب والحجاز كثير الحرار والحرة وهي اللُّوبة والجمع لوبٌ قال سلامة بن جندل:

حتَّى تركنا وما تلوي ظعائننا ... يأخذن بين سواد الخطِّ واللُّوب

وهي لابة والجمع لابٌ وقد قيل تلو إن الحجاز سمي حجازاً لكثرة الحرار فيه واحتجاز أهلها من العدو ولذلك قال النابغة وذكر امتناعه بحرة النار:

إما عُصيت فإني غيرمنقلب ... من اللِّصاب بجنبي حرَّة النَّار

فموضع الماء من صماَّء مظلمة ... تقيِّد العير لا يسري بها السَّاري

وممن القصيدة الأولى قوله:

وغسَّان حي عزهم في سواهم ... يجالد عنهم مقنب وكتائب

وبهراء قوم قد علمنا مكانهم ... لهم شرك حول الرَّصافة لاحب

الشرك حبل الطريق في المياه وغيرها:

وغارت إياد في السواد ودونهم ... برازيق عجم تبتغي من تضارب

ولخم ملوك الناس يجبى إليهم ... إذا قال منهم قائل فهو واجب

ونحن أناس لا حجاز بأرضنا ... من الغيث مانُلقى ومن هو غالب

وقال أبو قيس بن الأسلت يزجر غطفان عن مناجزة الخزرج:

لأكناف الجريب فنعف سلمى ... فاحساء الأساحل فالجناب

إلى روضات ليلى مخصباتٍ ... عوافٍ قد أصات بها الذُّباب

كأن المكر والحوذان فيها ... وحماض التلاع الكهل غاب

أحق شبابكم من حرب قومٍ ... له خلقٌ وناحية وداب

وإن تأبوا فإن بني سليمٍ ... وإخوتهم هوازن قد انابوا

لأعداد المياه ليحضرٌوها ... وبالجولان كلب والرباب

وأسفل منكم بكرٌ حلولٌ ... على تعشار رسِّيت القباب

<<  <   >  >>