نُخلِّفهما والجنَّتين ونبتغي ... بجهران أو في يحصب مثل مأرب
فهيهات بل هيهات والحق خير ما ... يقال وبعض القول كشف المعايب
لقد ردت صيداً والسَّحولين بعده ... وعنَّة والسَِّّال بين الذِّنائب
وغورت حتى طفت أبين بعد ما ... خبرت لكم لحج الرُّبى والسَّباسب
فلم أرَ فيما طفت من أرض حمير ... لمأربنا من مشبهٍ أو مقارب
وهذي الجبال الشم للغور دونكم ... حجاب وما فيها لكم من مآرب
وخيلكم خيل رعت في سهولة ... من الأرض لم تألف طلوع الشناخب
أخاف عليهن الونى أن ينالها ... وأنتم ولاة المعلمات الكتائب
وكم ثمَّ كم من معشرٍ بعد معشر ... أبحتم حماهم بالجياد السلاهب
ثم أنهم أقاموا بأزال وجانب بلد همدان في جوار ملك حمير في ذلك العصر حتى استحجرت خيلهم ونعمهم وماشيتهم وصلح لهم طلوع الجبال فطلعوها من ناحية سهام ورمع وهبطوت مها على ذوال وغلبوا غافقاً عليها وأقاموا بتهامة ما أقاموا حتى وقعت الفرقة بينهم وبين كافة عك فساروا إلى الحجاز فرقا فصار كل فخذ منهم إلى بلد فمنهم من نزل السَّروات ومنهم من تخلف بمكة وما حولها ومنهم من خرج إلى العراق ومنهم من سار إلى الشام ومنهم من رمى قصد عُمان واليمامة والبحرين ففي ذلك يقول جماعة البارقي: