للعذراء وعطارد، وهم لذلك أصحاب منطق خاصة يحبون التعليم ويقدمون العناية بأمر النفس على البدن أي يؤثرون لذة أرواحهم من الحكمة والعلم والنظر في غوامض الأمور، وصار الذين يسكنون بلاد مقدونية وتراقا وإيلورية مشاركين للجدي وزحل ولذلك يحبون الملك وليست أخلاقهم بأنيسة ولا يشتركون في الأشياء السنية.
قسم ما بين المشرق والجنوب: وأما الربع الثاني الذي في الناحية الجنوبية من بلاد آسيا العظمى فإن النواحي منه التي تشتمل على بلاد الهند والصين ومكران وكرمان وفارس وبابل وملتقى النهرين وأثور ووضعها مائل إلى جهة الجنوب والصبا من جميع الأرض المسكونة بالواجب صارت مشاركة للمثلث الذي فيما بين الجنوب والصبا، وهو مثلث الثور والعذراء والجدي والذي يدبر هذه البلدان الزهرة وزحل، إذا كانا منسوبين إلى الغدوات ولذلك صارت طبائع سكان هذه البلدان تابعة لطبائع هذين المدبرين، ولذلك إنهم يعظمون الزهرة ويسمونها إسيس ويسمون زحل مترا الشمس ومنهم كثير ممن يخبر بالأشياء التي تكون قبل حدوثها، ويصونون الأعضاء المولدة بالتي في المولدة للطبع يعني المشتري والزهرة يريد بالولد القريع؟ والأعضاء الرئيسية تعظيماً لمشابهتها من الكواكب، وهم أصحاب حرارة، كثيرو الجماع منهمكون فيه، وهم أصحاب رقص ووثوب، محبون للزينة والنظافة والبيع من أجل الزهرة ومن أجل زحل لا يأتدمون حد؟ كثير في طعامهم ومنهم من لا يرى أكل اللحم مثل البراهمة وتدبيرهم من أجله تدبير بسيط ويظهرون مجامعة للنساء لا يستترون لذلك، ولا يدفنون موتاهم لحال الشكل المنسوب إلى الغدوات ويبغضون فعل ذلك مع الذكورة جداً، وفي بعض هذه البلدان من يستحسن نكاح الأمهات والأخوات والبنات ويولدونهن، ويكفر بعضهم لبعض بالإشارة بالصدور، قال أبو محمد التكفير أن يخر بذقنه هابطاً نحو صدره ويلقي له راحته ويقال هو معنى قول الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويسمون مع ما ذكرنا