لودية وقيليقية - أي قاليقلا - فإنهم يشاكلون الحوت والمشتري ولذلك صاروا خاصة كثيري الملك في الأموال والأمتعة والتجارات، وهم أصحاب حرية ومؤاساة وأمانة في المعاملات يثق بعضهم ببعض في الأخذ والإعطاء.
قسم ما بين المغرب والجنوب: وأما الربع الرابع الذي لناحية جنوب المغرب وهو بلد السودان من الزنج والحبش والبجة والنوبة وفزّان وأرض القيروان ومن أفريقية فالقيروان والسوس فبلدان السودان العراة وغانة ويغلب عليها أسماء أخر مثل نوميدية وجاطولية وغير ذلك باللسان اليوناني فيشابه مثلثة السرطان ويدبره الزهرة والمريخ وهما ومغربيان - يريد أنهما من حيز المغرب - جنوبيان لأن الزهرة جنوبية وشرف المريخ جنوبي، فلذلك عرض لكثير من أهل هذه البلدان بسبب اشتراك هذين الكوكبين أن يملك فيهم ملك وملكة إخوان من أم واحدة فيملك الرجل منهم على الرجال، وتملك المرأة على النساء، ويحفظون هذه السنَّة وهي دائمة يتوارثونها، وطبائعهم حارة جداً ينهمكون في مجامعة النساء اللواتي يتزوجن قبل افتضاض أزواجهن لهن، ونساء بعضهم مشتركة فيما بينهم، لنهمهم وحرصهم في الباهية وهم متجملون محبون للزينة، ويتزينون بزي النساء من أجل طباع الزهرة، إلا أن لهم في أنفسهم رجلة وأنفسهم مذكرة، يقدمون بها على الهلكة، ويركبون بها على الخطر من أجل طباع المريخ، ولهم خبث وشرارة وأفك وغش وغيلة ودغل، فينفرد السرطان والقمر من هذه القسمة بإفريقية ونوميدية وماصاقبهما، فلأن القمر على شكله من المغربية صار أهل هذه البلاد أهل اشتراك وتجارة وهم في غاية الخصب، وأما النوبة وجميع الحبشة والزنج وما قاربهم من جنوب الهند فهم يشاكلون العقرب والمريخ، فلذلك صارت أخلاقهم أخلاق السباع أشبه منها بأخلاق الناس، وصاروا أهل مشاجرات وعداوات وخصومات وشنآن مستخفين بالحياة ليسوا برحماء بينهم، ولا يشفق بعضهم على بعض، وربما لم