المشتهرة، وفي كل منهما ما ليس في الآخر. ولذا أصبح محط أنظار العلماء، فتناولوه بالدرس، والاختصار. فاختصره: أبو الحسن، علي بن محمد المنوفي المالكي، المتوفى سنة (٩٣٩). من تلاميذ السيوطي، في كتابه المسمى "بالوسائل السنية من المقاصد السخاوية"، والجامع، والزوائد الأسيوطية، ولعلها اشتبهت بالدرة اللامعة، التي سبق ذكرها، والتي نسبها البشير ظافر إلى أحمد بن محمد المنوفي، ولكنها لعلي بن محمد المنوفي هذا، ولم تشتهر بهذا الاسم، فلم ينسبها صاحب الرسالة المستطرفة إلى مؤلف معلوم له.
هذا، وما زالت المقاصد الحسنة، مرجع العلماء المحققين، ولن تزال كذلك، لتحرير أحكامها وحسن نظامها، فعم الانتفاع بها، وذلك دلالة على حسن مقاصد السخاوي، جزاه اللَّه جزاء العاملين، وأجرى عليه ثواب المنتفعين.
ومما زادها حسناً، ما حباها اللَّه من الفضل، بتعليق العلامة المحدث أبي الفضل. العبقري الشيخ عبد اللَّه بن محمد الصديق الغماري، فله على الكتاب تعليقات وتحريرات، ومكملات، واستدراكات، أكملت النفع بالكتاب، وفضيلة الأستاذ المحدث، قد وهبَ قريحة وقادة وحافظة واعية، وبصيرة نفاذة. قلما تجد في هذا الباب مثلَه، أو عبقرياً يفري فَرْيَه، وسترى، فيما يمر عليك من تعليقاته، أنه حرر ما فات المؤلفَ تحريره، وأكمل ما بيض له المصنف، وزاد ما لم يطبع في النسخة المطبوعة في الهند، من أصل كان يملكه المرتضى الزبيدي وعليه خطه، وأزال الشكوك والأغاليط التي كانت تعترض القارئ، من رداءة الطباعة الحجرية الهندية، وإليك أمثلة توضح لك مجهوده، وتوضح لك مزايا هذه الطبعة الجديدة، مما يستحق به الشاب النجيب، السيد محمد نجيب الخانجي، كثير الشكر والثناء، لقيامه بإعادة طبع هذا الكتاب - فمن ذلك. أنه استدرك على المصنف في حديث الأبدال رقم (٨). حديثاً من رواية أبي داود السجستاني في سننه وهو على شرط الصحيحين، وبه يتغير الحكم على الحديث ويصير صحيحاً لا ضعيفاً كما ذكره المؤلف - وحديث في آداب الأكل بيض له المصنف، ولم يتكلم عليه وهو رقم (٥٤) فتكلم عليه الأستاذ - وحديث، في خطبة الجمعة، جهل المصنف أمره، ولم