٣٧٩ - حديث: حاكوا الباعة، فإنه لا ذمة لهم، قال شيخنا: إنه ورد بسند ضعيف، لكن بلفظ: ماكسوا الباعة، فإنه لا خلاق لهم، قال: وورد بسند قوي عن سفيان الثوري أنه قال: كان يقال: وذكره، وترجم شيخنا في كتابه المطالب العالية مماكسة الباعة، وأورد من طريق جابر أبي الشعثاء أنه كان لا يماكس في ثلاثة: في الكراء إلى مكة، وفي الرقية، وفي الأضحية، وفي الفردوس بلا إسناد عن أنس مرفوعاً: أتاني جبريل، فقال: يا محمد! ماكس عن درهمك، فإن المغبون لا مأجور، ولا محمود، وشطره الأخير عند أبي يعلى في مسنده، قال: حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا أبو هشام القناد عن الحسين بن علي رفعه، قال: المغبون لا محمود، ولا مأجور (١)، وهو عند البغوي في معجمه من حديث أبي هشام المذكور، قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسن بن علي، فكان يماكسني فيه، فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته، فقلت: يا ابن رسول اللَّه! أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسني فيه، فلعلي لا أقوم حتى تهب عامته؟ فقال: إن أبي حدثني يرفع الحديث إلى النبي ﷺ، قال: المغبون، وذكره، قال البغوي: وهذا وهم من كامل، يعني راويه، عن أبي هشام، فقد رواه غيره عن أبي هشام، قال: كنت أحمل إلى علي بن الحسين، ورواه أبو سعيد الحسن بن علي عن كامل، وزاد فيه علي بن أبي طالب، إلا أنه جعله من رواية الحسن لا الحسين، وكذا رواه الطبراني في الكبير من حديث طلحة بن كامل عن ابن هشام عن عبد اللَّه بن الحسن عن أبيه عن جده رفعه بهذا أيضاً، وأبو هشام، قال الذهبي: إنه لا يعرف، وخبره منكر انتهى، لا سيما وقد اضطرب فيه، وفي سابع عشر المجالسة من حديث محمد بن سلام الجمحي، قال: رؤي عبد اللَّه بن جعفر يماكس في درهم فقيل له: تماكس في درهم، وأنت تجود من المال بكذا وكذا، فقال: ذاك مالي جدت به، وهذا عقلي بخلت به، وللطبراني في الكبير عن أبي أمامة سمعت النبي ﷺ يقول:
(١) قرأته مرويا عن الشعبي في كتاب النوادر والنتف لأبي الشيخ.