غبن المسترسل حرام، وسنده ضعيف جدًا، لكن في الباب عن أنس وعلي وهما في اللسان لشيخنا.
٣٨٠ - حديث: حبب إليَّ النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة، الطبراني في الأوسط، من حديث الأوزاعي عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس به مرفوعاً، وكذا هو عنده في الصغير، وكذا الخطيب في تاريخ بغداد من هذا الوجه، لكن مقتصراً على جملة: جعلت فقط، ورواه النسائي في سننه من حديث بشَّار عن جعفر عن ثابت عن أنس بلفظ الترجمة، والحاكم في مستدركه بدون لفظة: جعلت، وقال: إنه صحيح على شرط مسلم، ورواه مؤمل بن إهاب في جزئه الشهير، قال: حدثنا سفيان عن جعفر به بلفظ: وجعل قرة، والباقي سواء، وأخرجه ابن عدي في كامله من جهة سلام ابن أبي خُبزة، حدثنا ثابت البناني وعلي بن زيد، كلاهما عن أنس بلفظ الترجمة، وهو عند النسائي أيضاً من جهة سلام أبي المنذر عن ثابت عن أنس بلفظ: حبب إلي من الدنيا النساء، والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة، ومن هذا الوجه أخرجه أحمد وأبو يعلى في مسنديهما، وأبو عوانة في مستخرجه الصحيح، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في سننه، وآخرون، حسبما بينته موضحاً في جزء أفردته لهذا الحديث، وقد عزاه الديلمي بلفظ: حبب إلي كل شيء.
وحبب إلي النساء، إلى آخره للنسائي وغيره مما لم أره كذلك فيها، وكذا أفاد ابن القيم أن أحمد رواه في الزهد بزيادة لطيفة، وهي: أصبر عن الطعام والشراب، ولا أصبر عنهن، وأما ما استقر في هذا الحديث من زيادة ثلاث، فلم أقف عليها إلا في موضعين من الإحياء؛ وفي تفسير آل عمران، من الكشاف، وما رأيتها في شيء من طرق هذا الحديث بعد مزيد التفتيش؛ وبذلك صرح الزركشي فقال: إنه لم يرد فيه لفظ ثلاث، قال: وزيادته محيلة للمعنى، فإن الصلاة ليست من الدنيا، قال: وقد تكلم الإمام أبو بكر ابن فورك على معناه في جزء، ووجه ما ثبت فيه الثلاث: ونحوه قول شيخنا في تخريج الرافعي تبعاً لأصله: وقد اشتهر على الألسنة بزيادة: ثلاث، وشرحه الإمام أبو بكر ابن فورك في جزء مفرد، وكذلك ذكره الغزالي، ولم نجد لفظ ثلاث في شيء من طرقه المسندة، وقال في موضع آخر: قد وقفت على جزء للإمام أبي بكر ابن فورك أفرده للكلام على