هذا الحديث وشرحه على أنه ورد بلفظ الثلاث، ووجهه وأطنب في ذلك، وقال في تخريج الكشاف: إن لفظ ثلاث لم يقع في شيء من طرقه وزيادته تفسد المعنى، على أن الإمام أبا بكر ابن فورك شرحه في جزء مفرد بإثباته، وكذلك أورده الغزالي في الإحياء، واشتهر على الألسنة. وكذا قال الولي العراقي في أماليه: ليست هذه اللفظة وهي ثلاث في شيء من كتب الحديث، وهي مفسدة للمعنى، فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا انتهى، وقد وجهناها في الجزء المشار إليه.
٣٨١ - حديث: حبك الشيء يعمي ويصم، أبو داود والعسكري من حديث بقية بن الوليد عن أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال ابن أبي الدرداء عن أبيه به مرفوعاً، ولم ينفرد به بقية، فقد تابعه أبو حيوة شريح بن يزيد، ومحمد بن حرب، كما عند العسكري ويحيى البابلتي كما عند القضاعي في مسنده، وعصام بن خالد ومحمد بن مصعب، كما عند أحمد في مسنده، وابن أبي مريم ضعيف، لا سيما وقد رواه أحمد عن أبي اليمان عن ابن أبي مريم فوقفه، والأول أكثر، وقد بالغ الصغاني فحكم عليه بالوضع، وكذا تعقبه العراقي، وقال: إن ابن أبي مريم لم يتهمه أحد بكذب، إنما سرق له حلي فأنكر عقله، وقد ضعفه غير واحد، ويكفينا سكوت أبي داود عليه، فليس بموضوع، بل ولا شديد الضعف، فهو حسن، انتهى. وفي الباب مما لم يثبت عن معاوية، قال العسكري: أراد النبي ﷺ أن من الحب ما يعميك عن طريق الرشد، ويصمك عن استماع الحق، وأن الرجل إذا غلب الحب على قلبه ولم يكن له رادع من عقل أو دين أصمه حبه عن العدل، وأعماه عن الرشد، وكذا قال بعض الشعراء: وعين أخي الرضى عن ذاك تعمى.
وقال آخر:
فعين الرضى عن كل عيب كليلة … ولكن عين السخط تبدي المساويا
وعن ثعلب قال:
تعمى العين عن النظر إلى مساويه، وتصم الأذن عن استماع العدل فيه.