وهو عند البيهقي من حديث أشعث بن براز حدثنا علي بن زيد مرسلاً، بحذف أبي هريرة، وزاد فيه: وما يستغني رجل عن مشورة، وأهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. وقال البيهقي: إنه هو المحفوظ، قلت: وهكذا هو عند العسكري من حديث أحمد بن عبيد اللَّه الغداني عن هشيم عن ابن جدعان مرسلاً، بحذف أبي هريرة بزيادة: وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، ولن يهلك الرجل بعد مشورة، وقال الغداني: إن هشيماً حدث به الرشيد فأمر له بعشرة آلاف درهم، ومن حديث محمد بن يزيد المقسمي عن هشيم به كذلك بلفظ: مداراة الناس بدل التودد، وبدون: ولن يهلك إلى آخره. ومن حديث عبد الرزاق عن حرام بن عثمان، عن ابن جابر بن عبد اللَّه، عن أبيه رفعه: مثل الذي قبله، وزاد: وما سعد أحد برأيه، ولا شقي عن مشورة، وإذا أراد اللَّه بعبد خيراً فقهه في دينه، وبصره عيوبه، وبعضه عند القضاعي من حديث سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً: ما شقي عبد قط بمشورة، ولا سعد باستغناء برأي، يقول اللَّه تعالى ﴿وشاورهم في الأمر﴾، ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾، وكذا أخرج جملة مداراة الناس صدقة، الطبراني وأبو نُعيم في الحلية، وعمل اليوم والليلة، وابن السني، والعسكري، والقضاعي، من حديث محمد ابن المنكدر عن جابر، وصححه ابن حبان، ثم قال: المداراة التي تكون صدقة للمداري هي تخلق الإنسان بالأشياء المستحسنة، مع من يدفع إلى عشرته ما لم يشبها بمعصية اللَّه، والمداهنة هي استعمال المرء الخصال التي يستحسن منه في العشرة، وقد يشوبها بما يكره اللَّه، وقد أخرج البيهقي في الشعب من حديث النضر بن شميل من قوله: ما سعد أحد باستغناء برأي، ولا هلك امرؤ دعا بمشورة، وفي الباب عن أنس، وجابر، وابن عباس، وعلي، ويتأكد بعضها ببعض، وروى الخطابي في أواخر العزلة من جهة حزم القطعي: سمعت الحسن يقول: يقولون المداراة نصف العقل، وأنا أقول هي العقل كله، وقد أفرد ابن أبي الدنيا المداراة بالتأليف.
٥٠٩ - حديث: ربط الخيط بالأصبع لتذكر الحاجة، أبو يعلى من جهة سالم بن عبد الأعلى أبي الفيض عن نافع عن ابن عمر أن النبي ﷺ