ولم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذاك اللبن، قائلاً: يسهل علي موته، ولا تفسد طباعه بشرب لبن غير أمه، ثم لما كبر الإمام كان إذا حصلت له كبوة في المناظرة يقول: هذه من بقايا تلك الرضعة، وقال العز الديريني: العادة جارية، أن من ارتضع امرأة، فالغالب عليه أخلاقها، من خير وشر، وكذا الحديث كما مضى: تخيروا لنطفكم، مع كلام فيه يجيء هنا.
٥٢٥ - حديث: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد، الترمذي من حديث خالد بن الحارث، حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه بهذا، ثم ساقه من حديث محمد بن جعفر عن شعبة به نحوه، ولم يرفعه، قال: وهذا أصح، وهكذا رواه أصحاب شعبة، ولا نعلم أحداً رفعه غيره، وهو ثقة مأمون، وكذا قال البزار، وقد رفعه أيضاً عن شعبة عبد الرحمن بن مهدي كما للحاكم في المستدرك، والقاسم بن سليم كما للطبراني والبيهقي، والحسين بن الوليد كما للبيهقي، بل قال: وروينا أيضاً من رواية أبي إسحاق الفزاري ويزيد بن أبي الزرقاء وغيرهم مرفوعاً، ورواية أبي إسحاق عند أبي يعلى، وقال البخاري في الأدب المفرد: حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة فذكره موقوفاً، وفي الباب عن ابن عمر أخرجه البزار، وقد تفرد به عصمة بن محمد الأنصاري عن يحيى بن سعيد.
٥٢٦ - حديث: رضى الناس غاية لا تدرك، الخطابي في العزلة من حديث أكثم بن صيفي أنه قال: رضى الناس غاية لا تدرك، ولا يكره سخط من رضاه الجور، ومن طريق الشافعي أنه قال ليونس بن عبد الأعلى: يا أبا إسحاق! رضى الناس غاية لا تدرك، ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه صلاح نفسك الزمه، ودع الناس وما هم فيه.
٥٢٧ - حديث: رضِي مخرمة، قاله ﷺ، لمخرمة والد المسور ﵄ حين أعطاه القباء، كما في الصحيح وغيره.
٥٢٨ - حديث: رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه، وقع بهذا اللفظ في كتب كثيرين من الفقهاء والأصولين، حتى أنه وقع كذلك في ثلاثة