للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أما ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة، ولفظ البيهقي: فكأني أقرأه في دفتر، ولبعضهم:

أراني أنسى ما تعلمت في الكبر … ولست بناس ما تعلمت في الصغر

وما العلم إلا بالتعلم بالصبا … وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر

ولو فلق القلب المعلم في الصبا … لألفى فيه العلم كالنقش في الحجر

وما العلم بعد الشيب إلا تعسف … إذا كلَّ قلب المرء والسمع والبصر

وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق … فمن فاته هذا وهذا فقد دمر

وقال غيره:

إن الحداثة لا تقصر بالفتى المرزوق ذهنا … لكن تذكي عقله فيفوق أكبر منه سناً

وهذا محمول على الغالب، وإلا فقد اشتغل أفراد كالقفال والقدوري بعد كبرهم ففاقوا في علمهم وراقوا بمنظرهم.

٧٠٦ - حديث: العلم لا يحل منعه، القضاعي من حديث عمر بن صدقة إمام أنطاكية عن عمر بن شاكر عن أنس قال: قال رسول اللَّه : أي شيء لا يحل منعه؟ فقال بعضهم: الملح، وقال آخر: النار، فلما أعياهم، قالوا: اللَّه ورسوله أعلم قال: ذلك العلم لا يحل منعه، ورواه الديلمي من حديث يزيد بن هارون عن يزيد بن عياض، حدثنا الأعرج عن أبي هريرة بلفظ الترجمة مرفوعاً.

٧٠٧ - حديث: العلم يسعى إليه، هو قول مالك، لكن بلفظ: العلم أولى أن يوقر ويؤتى، قاله للمهدي حين استدعى به لولديه ليسمعا منه، ويروى بلفظ: العلم يزار ولا يزور، ويؤتى ولا يأتي، وأنه قاله لهارون الرشيد، وفي لفظ: أنه قال له: أدركت أهل العلم يؤتون ولا يأتون، ومنكم خرج العلم، وأنتم أولى الناس بإعظامه، ومن إعظامكم له أن لا تدعوا حملته إلى أبوابكم، بل قال له حين التمس منه خلوة للقراءة: إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لم ينتفع به الخاصة، أورد ذلك كله القاضي عياض في ترجمة مالك من المدارك