٧٣٢ - حديث: الغنى غنى النفس، متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعاً في حديث أوله: ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى، وذكره، وللديلمي بلا سند عن أنس رفعه: الغنى غنى النفس، والفقر فقر النفس، ورواه العسكري (١) من حديث معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ذر في حديث أوله: يا أبي ذر أترى أن كثرة المال هو الغنى، ولكن بلفظ: إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، وعنده من حديث ابن عائشة قال: قال أعرابي: يسار النفس أفضل من يسار المال، ورب شبعان من النعم غرثان من الكرم وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة:
غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة … فإن زاد شيئاً عاد ذلك الغنى فقراً
وأنشد يعقوب ابن إسحاق الكندي لنفسه:
أتاف الدنايا على الأرؤس … فغمض جفونك أو نكس
وضائل سوادك واقبض يديك … وفي قعر بيتك فاستحلس
وعند مليكك فابغ العلو … وبالوحدة اليوم فاستأنس
فإن الغنى في قلوب الرجال … وإن التعزز للأنفس
وكائن ترى من أخي عسرة … غنى وذي ثروة مفلس
ومن قائم شخصه ميت … على أنه بعد لم يرمس
وأراد بقوله غنى النفس: أن من كان غني النفس لم يحرص ولم يلحف في الطلب، فكأنه غير فاقد.
٧٣٣ - حديث: الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق، الديلمي والقضاعي من حديث أبي مرحوم ابن عم ابن عون عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً، وفيه فقال رجل من أهل الكوفة لزيد: ما المذاء؟ قال: الذي لا يغار على أهله يا عراقي، وفي الغيرة أحاديث كثيرة، منها: المؤمن يغار واللَّه سبحانه يغار، وغيرته أن يأتي عبده ما حرم عليه، وغيرتان إحداهما يحبها اللَّه والأخرى يبغضها اللَّه، الغيرى لا تدري أعلى الوادي من أسفله، كلوا غارت أمكم، ولا نطيل بتخريجها