للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصْل الثاني

المغَالَطاتُ الجَدَليّة

يقصد بالمغالطة اصطناع مقدمات مزيفة مزخرفة توهم بصحتها، فتسوق فِكرَ من يُراد إقناعه بالباطل من حيث لا يشعر، حتى تُوقعه في الغلط، وهو يحسب أنه على صواب، فيقبل الباطل الذي يساق إلى الاقتناع به، ويظنه حقاً، فيعتقد صوابه، ويؤمن به، ثمّ يدافع عنه ويبشر به.

وللمغالطات الجدلية أصول كثيرة أهمها الأصول التالية:

الأصل الأول

تعميم أمرٍ خاص: والمغالطة بالتعميم الباطل تنسب إلى بعض أفراد العام ما ليس له من أحكام بغية التضليل.

ويستطيع المضللون التأثير على جماهير الناس بهذه المغالطة، لأن من طبيعة هذه الجماهير أن تصدّر أحكاماً تعميمية، وأن تقبل أحكاماً تعميمية، متى شاهدت أمثلة مطبقة على بعض أفراد العام، وذلك في نظراتهم السريعة السطحية غير العلمية، وهي النظرات التي ليس فيها أناة، ولا عمق، ولا بصيرة، ولا تتبُّعٌ واستقصاء، ولا منهجية برهانية.

فإذا رأوا عدداً من اللصوص ينتمون إلى قبيلة، حكموا على أفراد القبيلة بأنهم لصوص، كما لو رأوا حيواناً يفترس الأنعام، إذ يحكمون على كل أفراد نوع هذا الحيوان بأنها تفترس بطبيعتها الأنعام، ويغفلون عن نقطة

<<  <   >  >>