لا بد لكل عمل ذي هدف يرمي العاملون إليه، وذي غاية يسعون لتحقيقها، من خطة ملائمة، حتى يصيب العمل هدفه، ويحقق أكبر قدر ممكن من الغاية التي يسعى إليها أصحاب العمل، ولو كانت هذه الغاية شراً محضاً لا خير فيه.
بذلك تقضي سنن الله التكوينية، وقوانينه الثابتة في هذا العالم المشهود، المسخّر للناس لابتلائهم في ظروف هذه الحياة الدنيا، سواء منهم من آمن بالله أو كفر به، أراد خيراً أو أراد شراً.
فلجند الله ودعاة الخير والهداية وسائلهم التي يحققون بها أهدافهم، وتمدهم المقادير الربانية بمعونات إضافية يُضاعف الله لهم بها من قدرات وسائلهم، ويحقق لهم بها نتائج مضاعفة مما يحبون من مطالب معجلة في الحياة الدنيا، ويدخر لهم ثواباً عظيماً ينالونه يوم الدين.
وللشياطين ودعاة الشر والضلال وسائلهم التي يحققون بها أهدافهم. ولا تقف المقادير الربّانية معطلة وسائلهم وأسبابهم، إلا في أحوال نادرة، معونة لجند الله، ودعاة الحق الصادقين المجاهدين العاملين بأحكام شريعته لهم.
أو حينما يقضي الله بإنزال عقابه المعجل على الطغاة البغاة المفسدين