مما يساعد على تقبل الأفكار والمذاهب الفاسدة الضارة وجود المناخ المناسب لنشأتها وانتشارها.
إن المناخ المناسب لانتشار الجراثيم الضارة، والأمراض الوبائية، يتجلي بانحجاب نور الشمس، وتراكم القذارات، والرطوبة، وتكاثف السكان، ونقص الغذاء.
كذلك نشأة المذاهب والأفكار الباطلة الفاسدة المفسدة، وكذلك انتشارها. إنها تنشأ وتنتشر حينما تغيب شمس الهداية الحقة، أو تحجبها حجب كثيفة، وتتراكم قذارات الأعمال الفاسدة، والانحرافات الخلقية، والظلم الاجتماعي، والضغط السياسي الظالم الآثم، والاضطهادات الجائرة، والأنانيات المفرطة، والفوارق الطبقية الفاحشة التي لا تقوم على قواعد الحق والعدل , والمولدة لصنوف الحقد، والحسد، والكراهية، والراغبة بالانتقام، ولو عن طريق الثورة المدمرة.
يضاف إلى ذلك تمكين عناصر الشر والفساد المجرمة من أن تعيث في الأرض فساداً، وتنشر بين الجاهلين ضلالاتها، وتستدرج ذوي العقول الصغيرة إلى شبكاتها، وذوي المطامع الكبيرة إلى مغرياتها.
وقد نشأت وانتشرت المذاهب الفكرية المعاصرة في الغرب أولاً، ثمّ امتدت إلى مختلف شعوب العالم، ثمّ زحفت بويلاتها وألوان زيوفها وفجورها إلى شعوب الأمة الإسلامية.