للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني

لمحّة مُوجَزَة حَول مَنهج دين الله

(١)

الغاية من خلق الإنسان

من يُخلَق لأمر أو يُصنع لأمر، فكمال الحكمة يقتضي أن يُزوّدَ بكلّ الصفات التي تؤهّله لوظائف ذلك الأمر. وأن تُهيّأ له الظروف والأسباب والوسائل للقيام بهذه الوظائف.

وقد علمنا عقلاً وشرعاً أن الإنسان قد خلقه الله ليمتحنه، ثم ليحاسبه، ثم ليجازيه، بحسب ما قدّم في امتحانه وما أخر، مما يملك التصرف فيه.

ولا بد أن يكون الجزاء: إما بالثواب على الصالحات أو الحرمان منه للتهاون فيها. وإما بالعقاب على السيئات أو الإعفاء منه لأمور تقتضي ذلك.

ولما كانت طبيعة درجات العمل الحسن بعد النجاة من العقاب قابلة للتفاضل، بحسب التسابق في فعل الخير، كانت الحكمة تقتضي أن يكون الثواب متفاضلاً، ومناسباً لحسن العمل، فالأحسن عملاً هو الأعظم ثواباً.

ولما كانت طبيعة دركات العمل السيّءِ المقتضي للعقاب قابلةً للتنازل، والتسفّل، بحسب التوغل في فعل الشرّ والمسارعة في الإثم

<<  <   >  >>