تتباين المذاهب الاقتصادية الوضعية منها والربانية في هياكلها الكلية، وفي كثير من فروعها وتطبيقاتها، تبعاً لاختلاف أسسها الجذرية، ومنطلقاتها التي تنطلق منها، ومبادئها التي تنبعث عنها.
وليس معنى تباينها أنها تتنافر وتتباين في كل أجزائها، وعناصرها وتطبيقاتها، بل قد تتلاقى وتتشابه في بعض كل ذلك، وتلاقيها وتشابهها في بعض الأجزاء والعناصر والتطبيقات لا يلغي تباينها في هياكلها الكلية، والمجمل العام لكل منها.
وتباينها في هذا نظير تباين أنواع الثعالب والذئاب والضباع والدببة والناس وسائر أنواع الأحياء. فهذه الأنواع متباينة فيما بينها، مع التلاقي والتشابه بين بعض أجزائها وعناصرها وطرائق سلوكها، لكن المركب العام لكل نوع منها مباين لسائر الأنواع.
وأنواع المذاهب الاقتصادية ثلاثة أصول:
أ- فالنظام الاقتصادي الرباني الذي هو صراط سويٌّ على قمة، هو النوع الأول الأعلى.