للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا الصراط وسط مرتفع تقع فيه مرتبة الإحسان، وهي مرتبة ذات درجات. ودون مرتبة الإحسان مستوى تقع فيه مرتبة البر، وهي مرتبة ذات درجات أيضاً، ودون مرتبة البر مستوى تقع فيه مرتبة التقوى، وهي مرتبة ذات درجة واحدة، والإخلال بواجباتها وبشروطها أو النزول عن مستواها إخلال بنظام الإسلام الاقتصادي، أو انحدار عنه، ومعصية لله فيه.

ونظام الإسلام الاقتصادي أساسه الحق والعدل والتكافل والتضامن والبر والإحسان وابتغاء مرضاة الله، وليس فيه ظلم ولا عدوان، ولا انحياز للفرد ضد مصالح الجماعة وحقوقها، ولا انحياز الجماعة ضد مصالح الأفراد وحقوقهم.

ب- وتنحدر عن يمين صراط الإسلام النظم الوضعية المنحازة إلى الفرد، والمسرفة في إطلاق حريات الأفراد وتصرفاتهم، وعدم فرض القيود عليهم في التملك، والكسب والإنفاق أو التخفيف منها على خلاف موجبات الحق والعدل وصالح المجتمع البشري التي لا تتحقق بدون التكافل والتعاون والبعد عن كل عدوان وظلم.

وكلما خفت القيود على الأفراد في التملك والكسب والإنفاق كان النظام أكثر انحداراً عن يمين صراط الإسلام، إلى حضيض وادي اليمين.

وتقع في أدنى المنحدر فردية الاسترقاق والنظام الاستعبادي، بسبب إطلاق حريات الأفراد إطلاقاً كاملاً دون أية قيود.

وفوقه تأتي درجات الإقطاع، فالرأسماليات المتفاوتات الدرجات. وأخفها يقترب من مستوى القمة، ولكن لن يصل إليه، لاختلاف الأسس الجذرية والمنطلقات والمبادئ.

والنظم الاقتصادية الواقعة في هذا المنحدر تدخل في النوع الثاني.

جـ- وتنحدر عن يسار صراط الإسلام النظم الوضعية المنحازة إلى الجماعة، في إسرافها ضد الفرد وحقوقه وحرياته، باسم مصلحة الجماعة.

<<  <   >  >>