للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصْل الثالث

لعبَة تطبيْق المنهَج العِلْميّ الخاصْ بالجَبريّاتْ

على السلوك الإرادي عند الإنسان

أخذ الغرب يستفيد من سبر ظاهرات الأشياء واستقرائها، وإجراء التجارب عليها لمعرفة صفاتها وخصائصها، والوصول إلى قوانينها الطبيعية التي فطرها الله عليها، ومعرفة أفضل طرق الانتفاع منها، تسخيراً، أو تنمية، أو تطويراً، أو تغييراً.

وكان ذلك منهجاً علمياً نافعاً جداً، وقد سبق إليه المسلمون أيام عصورهم العلمية الذهبية، في عمليات الاستقراء الكثيرة التي قاموا بها في مختلف مجالات العلوم التي خاضوا غمارها، وفي التجارب العلمية التي أولوها اهتماماً عظيماً في الكيمياء والميكانيكا والصناعات وغيرها. اهتداءً بهدي الإسلام.

ونَفْعُ هذا المنهج يعتمد أساساً - لدى دراسة الكائنات - على أن هذه الكائنات تخضع لقوانين فطرية ثابتة، فطرها الله عليها، وأن الخالق عزّ وجلّ إذ خلق هذه الكائنات أعطى كل شيءٍ نظام خلقه، وقوانين حركته وسكونه وتطوره وتغيره وتأثيره في غيره وتأثره بغيره. فالأشياء البسيطة والمركبة جميعها، متى اتخذت عناصرها وصفاتها الذاتية، انطبق على حركتها وسكونها وتطورها وتغيرها وتأثيرها في غيرها وتأثرها بغيرها قانون واحد.

هذه هي سنة الله في الأشياء وفطرته التي فطر الأشياء عليها، وهي

<<  <   >  >>