والحضاري، وأوجدت طبقة من الثوريين باسم الاشتراكية، أعادت إلى المجتمع صوراً كثيرة ظاهرة أو مستورة، من صور الإقطاع والاسترقاق القديمين، ولكن بثوبٍ وعَلَمٍ اشتراكي، وبعنف ثوري حاقد.
وصار الثوريون الاشتراكيون هم ملوك العهد الجديد، والإقطاعيين والرأسماليين، ومعهم أنصار لهم منتفعون مشاركون لهم في المنافع بحسب مقاديرهم.
أما العامل والكادح في ظل تطبيقات هذه الاشتراكية، فقد نقص طعامه إلى مستوى عُشره، وتدنى لباسه عن مستوى أشد أيام فقره، وانكمش مسكنه إلى مستوى قبره، وانحطت مكانته إلى مستوى قلامة ظفره.
لقد ركب الثوري كتفيه، فلما وصل إلى بغيته ألقاه على ظهره، وشد القيد على نحره.
وتوالت النكبات على البلاد والعباد، وقد كان هذا هو المراد، في مخطط شياطين المكر والفساد.
تعقيب
هذه التطورات الاجتماعية في مجال الاقتصاد تثمل تخبط الناس في الأنظمة، وتصارع الأهواء فيما بينهم، بسبب إعراضهم عن منهج الله الذي ارتضاه لهم. وفي الفصل التالي يجد القارئ صورة مكثفة جداً وموجزة جداً تبين معالم منهج الله الذي جاء في الشرائع الربانية كلها، وقدمت صورته الكاملة شريعة الله أتي أنزلها على خاتم أنبيائه ورسله محمد.