للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادساً: ثم بتدبير كيدي من الشرق، ومن الغرب السائر في مخطط المكر اليهودي، المعاديين للإسلام والمسلمين، قامت في معظم بلدان العالم الإسلامي الأحزاب الاشتراكية، والأحزاب الشيوعية، التي كان اليهود وراء تنظيماتها، وكانوا أعمدة أبنيتها.

مع أن بلدان العالم الإسلامي لم تزحف إليها بعدُ الرأسمالية الطاغية الظالمة، إنما زحفت إليه معاملات وتنظيمات رأسمالية بتأثير الاستعمار الغربي.

والإقطاعية القديمة فيها إقطاعية ضعيفة بالية، ونسبتها محدودة، فهي لا تُشكّل ظاهرة كبرى تدعو إلى النقمة العامة. ومعظم بلدان العالم الإسلامي من البلدان التي كانت مستعمرة، مغلوبة على أمرها، أو ما زالت مستعمرة، أو مستغلة من قبل الدول الاستعمارية الغربية.

وبدايات الصناعات الآلية فيها، والتي قد يحوي المصنع الواحد منها مئات العمال، قد نشأت ضعيفة في ظل الاستعمار، أو بعد خروجه، وبعضها لم يمضِ على إنشائه سنوات معدودات، فلم تظهر بعدُ مشكلة ظلم اجتماعي قائم على فوارق طبقية فاحشة، يضاف إلى ذلك أن بعض هذه المصانع هو من الشركات المساهمة، التي يمتلك أسهمها مئات المالكين أو أكثر، وهم يوفرون قيمة هذه الأسهم من أرزاقهم اليومية.

لكن الكيد المدبر، مع جهل شعوب هذه البلدان، وشيوع الأمية فيها، والبعد عن الدين وتعاليمه، وقيام الأحزاب الاشتراكية والشيوعية العملية لأعداء الأمة، أمور قد مكنت من فتنة مجموعات من الطلاب الأغرار، والعمال المخدوعين، والعسكريين المغامرين، فقامت الانقلابات الثورية المؤيدة من الخارج، وهي تحمل دعوة الاشتراكية أو الشيوعية، دون وجود دواعيها الاجتماعية.

وقامت التطبيقات الاشتراكية في بعض بلدان العالم الإسلامي، فزادت السوء سوءاً، والتخلف تخلفاً، وأوقفت حركة التقدم الصناعي

<<  <   >  >>