للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعتدلة، وفي سنة (١٨٩٣م) قام حزب العمال المستقل بنهج اشتراكي، وسار على خط الاعتدال نفسه، ونشط في الحقل السياسي، واستطاع أن يكون له قوة برلمانية، وأن يستلم الحكم في بعض الأحيان، وينفذ بعض برامجه الاشتراكية.

ب- وكان منها دعوات ثورية، لا تقبل التطور الإصلاحي، بل تنادي بهدم النظم الرأسمالية القائمة هدماً كاملاً، عن طريق الصراع الطبقي والثورة المدمرة، وإقامة حكم العمال والكادحين، بنظام استبدادي "ديكتاتوري" صارم، وفرض الاشتراكية المتطرفة، التي تنزع فيها معظم الملكيات الفردية لا سيما وسائل الإنتاج، لتكون مُلكاً عاماً في يد الدولة، تشرف عليه وتديره، وتجعل كل القادرين والقادرات على العمل عمالاً تحت يدها، مطبقة عليهم جميعاً قاعد "من كل حسب استطاعه ولكل حسب حاجته".

وكان زعيم هذه الدعوة اليهودي "كارل ماركس" ورفيقه الإنجليزي المسيحي الماسوني "فريدريك إنجلز".

وكان لهذه الدعوة تأثير كبير في ألمانيا، مع أن معظم نشاط "ماركس" قد كان خارج ألمانيا.

وفي سنة (١٨٤٨م) أصدر "ماركس" وإنجلز" بيانهما الشيوعي المشهور.

وانطلقت بعد ذلك الحركات والمنظمات والأحزاب الشيوعية الثورية، حتى استطاعت أن تسقط حكم القيصرية الروسية، وتقيم أول دولة شيوعية في روسيا، في تشرين الأول (أكتوبر) من سنة (١٩١٧م) .

<<  <   >  >>