والعدوان، كانت الحكمة تقتضي أن يكون العقاب متفاوتاً، ومناسباً لسوء العمل، فالأكثر اكتساباً للإثم والشر هو المستحق للعقاب الأكثر.
(٢)
الشروط اللازمة لامتحان الإنسان
أما الشروط اللازمة لامتحان الإنسان: فالإرادة الحرة، والإدراك الواعي، والتمكين من تنفيذ المطلوب في الامتحان ومن عدم تنفيذه، والمادة التي يجري فيها الامتحان وزمانه، وعقبة الامتحان.
وقد حقق الرب الخالق للإنسان الممتَحن الشروط اللازمة لامتحانه، كلٌّ بحسبه.
فمنحه الله الإرادة الحرة، والإدراك الواعي المساوي لما يلزم لامتحانه، والتمكين من تنفيذ المطلوب منه في امتحانه ومن عدم تنفيذه، وكل ذلك ظاهر.
أما المادة التي يجري فيها امتحانه فهي عبادة ربه بالإيمان به وبطاعته، والتقيّد بأحكام الإلزام والترغيب والإباحة التي شرعها له، في كل حركات حياته وسكناتها الإرادية، الظاهر منها والباطن.
ومكان الامتحان هو هذه الأرض ومجالات انطلاقه حولها. وزمان الامتحان مدة مسؤوليته في هذه الحياة الدنيا، التي تنتهي بانتهاء أجله فيها.
وأما عقبة الامتحان: فهي تكليفه بما يخالف مطلوب نفسه أو جسده، من شهوة، أو هوى أو كبر أو طمع أو خوف أو راحة أو مشقة أو جبن أو شح أو حقد أو حسد أو حب أو كراهية أو غير ذلك من مطالب نفسه أو جسده التي تحركها غرائزه ودوافعه، ويملك بإرادته تلبيتها أو مخالفتها.
وقد من الله على عباده فجعل تكليفه إياهم مقروناً بما يحقق