وهكذا تتسع دائرتها، حتى تصل إلى حضيض الشيوعية المسمّاة بالاشتراكية العلمية، التي تلغي الملكية الفردية للأرض، ولكل وسائل الإنتاج، ولكل النقود المالية، وتجعلها ملكاً للدولة، وتقرّر قاعدتها الشائعة:" من كلٍّ بحسب طاقته، ولكلٍّ بحسب حاجته".
ويحمل مروجو الشيوعية شعار الاشتراكية بين المسلمين، مظهرين من دوائرها دائرة المستوى الأدنى، الذي قد لا يتنافى مع أحكام الإسلام.
وينخدع بذلك منخدعون كثيرون من العمال والفلاحين والكادحين وموظفي الدولة، وبعض الطلبة الناشئين، وكلّ من يشعر بأنه مظلوم في مجتمعه بكسبه، أو تغريه الاشتراكية بكسب أفضل، وتتهيج ببريق هذا الشعار عواطف الفقراء والكادحين، ونوازغ الحاسدين والحاقدين، ويظنُّ البرآء منهم أن الاشتراكية لا تتنافى مع الإسلام.
ثمّ بالتدريج يوسعون من دائرة المفهوم الاشتراكي شيئاً فشيئاً، حتى يبلغوا به الحضيض الأسفل أو قريباً منه.
ويومئذٍ تأتي التطبيقات الطاحنة، ويذوق المنخدعون بالأمس ويلات تطبيقات الشعار الذي كانوا قد فرحوا به، وطبّلوا له وزمروا، وظنوا أن تطبيقاته ستجعلهم في بحبوحة من العيش، وستشفي نفوسهم من ظالميهم الإقطاعيين، والرأسماليين، و"البورجوازيين".
لقد جرّهم خداع الشراع البراق، واستدرجهم بشبكته، حتى قذفهم في جحيم التطبيقات الاشتراكية المشحونة بالظلم والعذاب.