فمن ذلك ما استغلوه في موضوع معاداة السامية، وهي الفكرة التي حمل اليهود شبح التخويف منها في الغرب، لإسكات كل لسان يمكن أن يتحرك في انتقاد اليهود، ولإيقاف كل مقاومة تتوجه لصد مكايدهم وتحركاتهم المريبة في السياسة، أو في الاقتصاد، أو في الإعلام، أو في مجالات العلم والثقافة، أو في غير ذلك من مجالات.
أما دور "فرويد" وتلاميذ مدرسته في هذا المجال، فقد كان يعتمد على طريقة التحليل النفسي، لتزييف الواقع والحقيقة، وتمجيد اليهود، وخدمة الصهيونية.
ولفرويد أقوال صريحة وواضحة في هذا المجال، وله تحليلات يزيّنها وفق أهوائه الخاصة، وقد ذكرها في كتابه "موسى والتوحيد".
وممّا ذكر "فرويد" في تحليلاته: أن أسباب كراهية الأمم لليهود كثيرة، واعتبر أنها ترجع إلى صنفين:
الصنف الأول: ظاهر وليس بعميق، وذكر من هذا الصنف سببين:
الأول: كون اليهود غرباء عن الأوطان التي يقيمون فيها.
الثاني: كون اليهود أقلية، لأن الشعور الجماعي كي يكون كاملاً فيما يقرّر، يقتضي توجيه العداء نحو الأقلية.
الصنف الثاني: ما أسماه "فرويد" بالأسباب العميقة، وزعم أنها ترجع إلى الماضي السحيق، وأنها منبعثة في النفس من اللاشعور، وهي في رأيه تتلخص فيما يلي:
١- غيرة الشعوب الأخرى من اليهود، لأنهم آثرهم عند الله، بوصفهم أكبر أبناء الله.
٢- تمسُّك اليهود بعادة الختان.
٣- أن الشعوب غير اليهودية لما تركت وثنياتها الأولى تحت قوّة