للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تطورها مرتقية من أدنى الأحياء إلى الأعلى فالأعلى، وأن الإنسان قد كان قمة تطورها.

٢- وبقاء بعض الأنواع وانقراض بعضها يرجع إلى ظاهرة الصراع من أجل البقاء، فالبقاء يكون للنوع المكافح الأفضل. وأما النوع الخامل الذي لا يكافح من أجل البقاء فإنه يضمر، ثمّ يضمحل، ثمّ ينقرض.

٣- والعضو الذي يهمل إذ لا تبقى له وظيفة عمل في النوع الواحد، يضمر شيئاً فشيئاً، حتى يضمحلّ، ولا يبقى منه إلا أثر يدلُّ عليه، وقد لا يبقى له أي أثر.

كانت هذه هي الداروينية في عالم الأحياء، ثُمّ عُمّمت حتى شملت الوجود المادي كله، من الغاز السديمي الأول حتى المجرات فالكواكب، فالمواد الصالحة لظهور الحياة، فالنبات، فالحيوانات، فالنبات، فالحيوان، وأمسى التطور مذهباً.

وقد أجرى الداروينيون تنقيحات وتعديلات في آراء داروين من بعده، وحشدوا لفكرة التطور الطبيعي في الأحياء أسانيد ترجع كلها إلى ثلاثة عناصر:

١- وجود التشابه في النباء الجسمي لدى الكائنات الحية.

٢- تأخر ظهور بعض الأنواع عن بعض.

٣- وجود زوائد في بعض الأحياء ليس لها وظيفة حالياً، فوجودها ينبئ عن أنها كانت في أزمان غابرة ذات وظيفة، فلما أهملت ضمرت، وما بقي منها دال عليها، كالزائدة الدودية في أمعاء الإنسان.

(٣)

الترويج للداروينيّة ومذهب التطور

ورأى الملاحدة وأصحاب الفكر المادي في آراء "داروين" أساساً يمكن أن يدعم مذهبهم، فاتخذوها أساساً، وأخذوا يروجون لها في ميادين

<<  <   >  >>