للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروّجت وسائل النشر والإعلام اليهودية لكتاب "ماركوز" هذا ترويجاً عظيماً، وحوّلت "ماركوز" من أستاذ جامعي اشتهر بتفسير فلسفة "هيجل" إلى شخصيّة دولية، يَستشهد به ويتتلمذ عليه بعض اليساريين، ويعتبرونه قدّيسهم الفكري.

ومعلوم أن الدعاية لتمجيد الأشخاص هدفها المعاصر التمجيد بأفكارهم وآرائهم، والتأثير بذلك على الجماهير حتى تؤمن بها، وتنساق وراء قادتها.

(٢)

دوافع آرائه

رأى شياطين اليهود الموجهون لمنظماتهم، والمخططون لحركاتهم في العالم، أنهم قد حققوا في الشرق والغرب قسماً كبيراً من مخططهم الرامي إلى هدم الدين والأخلاق، وإطلاق حرية الفكر، وحرية الجنس والحب، وحرية اختيار أسلوب العيش مهما كان فوضوياً.

فقد أسسوا الشيوعية وأقاموا ثورتها في الشرق، فتمكَّنُوا من الهيمنة على ناصية دولتها الكبرى.

وسيطروا اقتصاديا وسياسياً وإعلامياً وثقافياً على الدول الرأسمالية والاشتراكية في الغرب.

وكان للعبث الفكري دوره التمهيدي العظيم في ذلك، وهو الذي صاغه أئمة منهم أمثال: "ماركس وفرويد ودوركايم" ونشرته مؤسساتهم وأجهزتهم السياسية والإعلامية والتعليمية.

بقي عليهم أن يحضّروا لإقامة الثورات السياسية، ليركبوا صهوتها، ويصلوا فعلاً إلى قمة حكم ديكتاتوري صارم، يحكمون به دول العالم الغربي، تحت ستار حث الصفوة من المثقفين لاستغلال الحركات الطلابية الثورية، ولتحريك المنبوذين والمشردين والهيبيين والعاطلين ومن إليهم للقيام بالثورة المطلوبة.

<<  <   >  >>