للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاعتماد العقل وتمجيده، والرجوع إليه في كل الشؤون التي عزل الكنيسة عنها.

ومنها ظهر المذهب العقلي منعطفاً عن الدين غير مكترث به، وأطلق عليه اسم "العقلانية".

وكان للمنافقين من اليهود المندسين في السلك الكنسي لتخريب النصرانية من داخلها دورٌ لا نستطيع أن نعرف مداه لخفائه عن الأنظار، حتى يقال: إن كثيراً منهم استطاع أن يصل إلى مرتبة "كردينال". وإن بعضاً منهم قد استطاع أن يصل إلى مرتبة "بابا".

وفي خضم التحرك المندفع الثائر لعزل الكنيسة وإسقاط سلطانها، وتمجيد العقل واعتماد بحوثه ونظرياته في كل شيء بعيداً عن أي مؤثر ديني، أو غيبي كما يسمون - وهو التحرك الذي كان لليهود في الغرب دور كبير في الدفع إليه، وفي إيصاله إلى ما وصل إليه-.

في خضم هذا التحرك نشط أحبار يهود وشياطينهم، لتحقيق مخططاتهم، وتدمير ما بقي من فكر ديني في الغرب، ولإقامة الثورات التي يستثمرونها لأغراضهم الآنية، ولتجميع الثروات وامتصاصها من الذين كدحوا كدحاً كبيراً حتى وصلوا إليها، ولصيدها بالمكر والحيلة وهدوء النفس، بينما الناس ثائرون قد عشيت أبصارهم فهم يتحركون على غير بصيرة.

وهدف اليهود البعيد من وراء كل ذلك أن يصلوا إلى حكم العالم صراحة، باستكبار واستعلاء، ودون خوف ولا تحايل ولا استخفاء. وهم يرون أن وسيلتهم الوحيدة للوصول إلى هذا الهدف البعيد، تدميرهم للدين مهما كان شأنه، وللأخلاق، وللنظم الاجتماعية، ثمّ إقامة الثورات والحروب المنهكة لشعوب العالم.

<<  <   >  >>