للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتفسير حركة الفكر في السياسة، والأدب، والعلوم، وغير ذلك، كأنّ ما يزعمونه "قانون الجدلية" حقيقة مفروغ من التسليم بها.

مما سبق يتبين أن جذور المذهب الماركسي تنحل إلى عنصرين:

العنصر الأول: المادية، أي: إن الوجود كله وجود مادي، ولا شيء غير المادة، والحياة والفكر منبثقان عنها، وهما نتاجها الأعلى، وأن فكرة وجود الله من اختراع الناس فليس للكون رب خالق.

العنصر الثاني: الجدلية، وهي فكرة خاصة ذات نظام، زعم القائلون بها أنها قانون يهيمن على حركة الوجود كله.

أما المادة فقد أخذها "ماركس" ومن رافقه واتّبعه، من الفلاسفة المادّيين المنكرين لوجود الله وآخرهم "فُويَرْ باخ".

وقد سبق كشف زيوف المادية في الفصل الرابع من هذا الباب.

وأما الجدلية (=الديالكتيك) فقد أخذها "ماركس" من الفيلسوف الألماني المثالي "هيجل"، وهي المطروحة للبيان والمناقشة في هذا الفصل.

(٢)

تعريف بالجدلية (=الديالكتيك)

كلمة "ديالكتيك" مأخوذة من الكلمة اليونانية "دياليغو" ومعناها المحادثة، أو المجادلة والمناظرة.

ثم صارت مصطلحاً علمياً عند فلاسفة الإغريق، يدلّ على حركة

<<  <   >  >>