للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حركة تطور وتغير المجتمع البشري.

فالمذاهب الفكرية الفلسفية قد أحدثت تطورات كثيرة في المجتمعات البشرية.

والرسالات الدينية قد أحدثت تطورات كثيرة في المجتمعات البشرية. والنزعات القومية، والأنانيات الفردية، ورغبات الطامعين بالحكم والسلطان، ورغبات الحكام والملوك والسلاطين، كل ذلك قد أحدث تطورات كبيرة وكثيرة في المجتمعات البشرية.

ومن ضمن هذه المؤثرات الكثيرة، المؤثرات الاقتصادية، ومن ضمن المؤثرات الاقتصادية أساليب الإنتاج.

وقد أخذت الماركسية هذا المؤثر الذي قد يكون له دخل ما في بعض التغيرات والتطورات الاجتماعية فعممته، فجعلته هو المؤثر الوحيد أو المؤثر الأكبر في تطور المجتمعات.

فلعبة المغالطة هنا قائمة على التعميم الباطل.

المغالطة الثانية: في ادعاء حتمية تطور المجتمع البشري، من المشاعية الابتدائية، إلى الرق، فالإقطاع، فالرأسمالية، فالاشتراكية، فالشيوعية الأخيرة التي تنعدم فيها الطبقات.

أما النظر إلى تاريخ المجتمع البشري السابق لوضع الفكرة الماركسية، فلا شأن لنا به، وهو يقف عن طور الرأسمالية، سواءٌ أكان ادعاء مسير التاريخ وفق المراحل المذكورة صحيحاً أو غير صحيح تماماً، وهو وصف لواقع مضى.

لكن مناقشة الفكرة إنما تكون في ادعاء أن حتمية التطور تقضي بأن تتحول المجتمعات الرأسمالية إلى الاشتراكية فالشيوعية.

وهنا نقول: إن تحول الرأسمالية إلى الاشتراكية لم يتحقق في البلدان الرأسمالية الصناعية الغربية، كما كانت تزعم الماركسية، وإنما

<<  <   >  >>