للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا العهد حلت الرأسمالية محل الإقطاع يوم كان هو السائد.

ومرة أخرى احتاج الرأسماليون لدعم السلطات الحاكمة، في حماية مصانعهم وتأييد احتكارهم، فاتجهوا لنصرة حكوماتهم، أو نصرة رجال يدفعون بهم إلى سدة الحكم، لينالوا منهم الحماية والتأييد، وربما أدخلوهم شركاء معهم في مصانعهم، لتكون المصلحة بينهم مشتركة.

واتسعت الصناعات الآلية، وظهرت الفروق الاجتماعية الواسعة بين الطبقات، وسيطر أصحاب المشاريع الضخمة والصناعات الكبرى، الرأسماليون، على الملايين الكثيرة من العمال، يستغلونهم دون أن يوفوهم أجورهم بالعدل، وانحازت الحكومات لحماية الرأسماليين وتمكينهم من استغلال العمال، ومساعدتهم على احتكاراتهم واستغلال المستهلكين بغير حق.

وكان ذلك من أسباب شحن الجماهير الكثيرة بالنقمة، من الرأسماليين، ومن السلطات الحاكمة المنحازة لهم، باسم الحرية الفردية في النشاط الاقتصادي.

وظهرت نُذُر الصراع الطبقي من جديد، مع سيادة التطبيقات الرأسمالية، وإسرافها في استغلالها واحتكاراتها.

خامساً: وضمن المجتمعات الغربية التي سادت فيها الرأسمالية المسرفة، وتغلبت فيها النزعات الفردية الأنانية على حقوق الآخرين وحقوق المجتمع، ظهرت دعوات الاشتراكية.

أ- فكان منها دعوات إصلاحية معتدلة، ترى إمكان إصلاح النظم الرأسمالية القائمة، وتخفيف وطأتها، والعمل على استبعاد الأسباب التي تؤدي إلى ظلم طبقة العمال، واستغلالهم بغير حق، وإيجاد تنظيمات جزئية تحقق القدر اللازم من العدالة الاجتماعية، كنظم حقوق العمال في الأجور العادلة، وفي تحديد ساعات العمل، وفي التأمين الصحي، وفي تأمين

<<  <   >  >>