للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويمر الامتحان بالمال على طمع الإنسان وقناعته ورضاه، وعلى خوفه وجزعه، وعلى حسده وتسخطه، وعلى إسرافه وتبذيره، وعلى بخله وشحه وجوده وسخائه والعدل والظلم بسببه إلى غير ذلك من رغبات النفس.

ولا تتم هذه الصور من الامتحان إلا بجعل قاعدة التمليك أساساً من أسس شريعة الله للناس في مجال المال.

واستكمالاً لظروف الامتحان الأمثل في هذا المجال جعل الله في فطر النفوس البشرية حب التملك، فهو أحد الدوافع الأساسية في النفس الإنسانية.

وتفضيلاً لمظاهر الامتحان في مجال الأموال، يمكن التركيز على العناصر التالية:

١- التكليف بالسعي لكسب الرزق وسائر مطالب الحياة، وأن لا يكون الإنسان كلاً على غيره ما وجد لكسب معايشه سبيلاً.

٢- إقرار مبدأ حقوق التملك المشروع بين الناس، وتكليف الناس مراعاتها، وعدم العدوان عليها والظلم فيها، وامتحان طاعتهم في ذلك.

٣- تكليف الناس التزام منهج الله في كسب المال، فلا يكسبونه بما نهى الله عنه من طرق ووسائل ووجوه، وامتحان طاعتهم في ذلك.

٤- تكليف الناس التزام منهج الله في إنفاق المال، فلا ينفقونه فيما نهى الله عنه من طرق ووسائل ووجوه، وامتحان طاعتهم في ذلك.

٥- ترتيب حقوق فيما يملك الإنسان من مال لمن تجب عليه نفقته من أسرته وأهله، وللفقراء والمساكين ونحوهم، ولمصالح المجتمع العامة، وتكليفه أداءها لمستحقيها، وامتحان طاعته في ذلك.

٦- ترغيب ذوي الأموال بالإنفاق منها في وجوه الخير الكثيرة ابتغاء مرضاة الله، وإطلاق ميدان التسابق في ذلك، ليظفروا بالأجر العظيم الذي

<<  <   >  >>