للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * كلا}

أي فكل من التوسعة والتضييق للابتلاء، فلا التوسعة إكرام، ولا التضييق إهانة.

٥- وقول الله عز وجل في سورة (الزخرف/٤٣ مصحف/٦٣ نزول) :

{نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا ورحمت ربك خيرٌ مما يجمعون * ولولا أن يكون الناس أمةً واحدةً لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون * وزخرفاً وإن كل ذلك لما متاع الحياة والدنيا والآخرة عند ربك للمتقين} .

أي: ولولا خشية أن يفتن الناس عن دينهم فيكونوا جميعاً أمةً واحدة كافرة، لفضل الله الكافرين على المؤمنين بمتاع الحياة الدنيا وزخارفها، لأنها في نظر الله لا تساوي جناح بعوضة.

فاقتضت حكمة الابتلاء أن تكون قسمة الله موزعة على الجميع، فيكون في المؤمنين أغنياء وفقراء، ويكون في الكافرين أغنياء وفقراء.

٦- وقول الله عز وجل في سورة (الشورى/٤٢ مصحف/٦٢ نزول) :

{ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدرٍ ما يشاء إنه بعباده خبيرٌ بصير} .

فما نشاهده في الأرض من قحط وجدب وجوائحٍ أحياناً إنما تجري به المقادير الربانية لحكمة كف جماح الناس عن البغي في الأرض، مع ابتلائهم بالمصائب.

إلى غير ذلك من نصوص كثيرة.

الأمر الثاني: تعرض الإنسان للمصائب المالية في الحياة الدنيا،

<<  <   >  >>