للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}

هذا الوعد بالاستخلاف المؤيد بالمعونة الربانية خاص بالذين آمنوا وعملوا الصالحات، أي التزموا منهج الله في العمل، وكان هدفهم من الحكم والسلطان تمكين الدين الذي ارتضاه الله لهم.

ومن الحقائق الثابتة اعتقاداً وتجربةً أن الله لا يخلف الميعاد، فإذا لم يمنح الله المؤمنين هذا الاستخلاف، فليراجعوا أنفسهم، ليتبينوا الجوانب التي انحرفوا فيها عن منهج الله أو الشروط التي لم يحققوها في أنفسهم، حتى يحقق الله لهم وعده.

(٢)

البيعة وخلع الطاعة

إذا تهيأ لجماعة المسلمين قيام حكم إسلامي ظاهر، وكان لهم إمام ظاهر، أعلن الحكم بشرع الله، وتحمل عبء خدمة المسلمين والقضايا الإسلامية، وكانت إمارته ومبايعته صحيحة، فعلى كل مسلم مبايعته، اتباعاً لسبيل المؤمنين.

روى الإمام مسلم عن عبد الله ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية".

فدل هذا الحديث على وجوب مبايعة كل مسلم للإمام القائم الظاهر، إذا كانت بيعته صحيحة مستوفية شروطها، وهذا الشرط قد دلت عليه نصوص أخرى غير هذا الحديث.

<<  <   >  >>