للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمالكم ومساعيكم الحسنة الصالحة البرة.

ودوا ما عنتم: أي ودوا مشقتكم وتحميلكم المتاعب.

قد بدت البغضاء من أفواههم: أي من فلتات ألسنتهم، وهذا من علامات نفاقهم، وأنهم في حقيقة أمرهم مبغضون أعداء.

وما تخفي صدورهم أكبر: أي هو أكبر مما تظهره ألسنتهم، من فلتات تكشف عن حقيقة ما في قلوبهم نحوكم.

قد بينا لكم الآيات إن كنت تعقلون: أي قد بينا لكم العلامات التي تكشف لكم إن كنتم تعقلون، حقيقةَ بطانة السوء الذين يجب عليكم أن تستبعدوهم متى وضحت لكم أمارات نفاقهم، وبغضهم لكم ولدينكم، ولكل ما يؤيد الدين وجماعة المسلمين.

وروى البخاري عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"وما بعث الله من نبي، ولا استخلف خليفة، إلا كان له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله".

أما السبب الذي به يعصم الله ذا الولاية الصالح في نفسه من بطانة السوء، فيرجع إلى أمور منها:

١- تحكيم كتاب الله، والالتزام بأحكام الشرع.

٢- عدم الركون إلى الذين تبدو عليهم أمارات الفتنة، والإبعاد عن منهج الله.

٣- التفرس الدائم لمعرفة بطانة السوء واستبعادها.

٤- الاستخارة وصدق التوكل على الله والالتجاء إليه.

* * *

<<  <   >  >>