ظهر بين منبج والباب جراد عظيم من بزر السنة الماضية فخرج عسكر من حلب وخلق من فلاحي النواحي الحلبية نحو اربعة الاف نفس لقتله ودفنه وقامت عندهم اسواق وصرفت عليهم من الرعية اموال وهذا النص يظهرنا علي ماكان من التعاون المتكامل يشترك فيه الجيش مع الفلاحين وتساق فيه التبرعات الشعبية وتنظم له حملة شاملة تقام فيها الاسواق المنظمة ولا ينتهي فيه الامر الي ابادة الجراد بل يشفع ذلك بدفنه مبالغة في الابادة واحتراسا من فقس البيض وفي ذلك يقول ابن الوردي: قصد الشام جراد سن للغلات سنا فتصالحنا عليه وحفرنا ودفنا
[وضع الجمرة تحت الثياب:]
شهدنا جداتنا وامهاتنا فيما مضي وهن يحرصن علي البخور في امور شتي اعلاها شأنا هو دفع العين وشر الحاسد فيما يزعمن ومنها وضع المجمرة تحت ثياب الصبيان وحثهم علي معاودة الخطو فوقها ان سبعا وان عشرا للتطيب احيانا ولدفع العين واتقاء شر الحسود حينا اخر.
ومن طريف ما روي في كتاب الفخري في الاداب السلطانية لابن الطقطقي في خبر مصرع احمد بن يوسف كاتب المامون قال: وكان سبب موته انه دخل يوما الي المأمون والمأمون يتبخر فأخرج المأمون المجمرة من تحته وقال اجعلوها تحت احمد تكرمة له