تفسيره:"نبيًا أقيم لهم من وسط إخوتهم مثلك به، فليؤمنوا".
وإنما أشار بهذا إلى أنهم يؤمنون بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قالوا: إنه قال، من وسط إخوتهم. وليس في عادة كتابنا أن يعنى
بقوله:"إخوتكم" إلا بني إسرائيل.
قلنا: بلى، قد جاء في التوراة "إخوتكم بنى العيص"، وذلك في الجزء الأول
من السفر الخامس، قوله:
"اتيم عوبز بقبول اخيحم بنى عيسووهيوشييم بسيعير".
تفسيره:" أنتم عابرون في تخم إخوتكم بنى العيص المقيمين في سيعير، إياكم أن تطيعُوا في شىء من أرضهم ".
فإذا كان بنو العيص إخوة لبنى إسرائيل، لأن العيص وإسرائيل ولدا إسحاق، فكذلك بنو إسماعيل إخوة لجميع ولد إبراهيم.
وإن قالوا: إن هذا القول إنما أشير به إلى شموائيل النبي، عليه السلام، لأنه قال:"من وسط إخوتهم مثلك ". وشموائيل كان مثل موسى" لأنه من أولاد ليوى يعنون من السبط الذي كان منه موسى، عليه السلام.
قلنا لهم: فإن كنتم صادقين، فأى حاجةٍ بكم إلى أن يوصيكم بالإيمان
بشموائيل، وأنتم تقولون: إن شموائيل لم يأتِ بزيادةٍ، لا بنسخ أشفق