للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيما قد أوردناه كفاية قاضية للوطر من إفحامهم وإلجامهم بما هو عين ما

عندهم.

وأعوذ بالله مما يشركون، وإليه البراءة مما يكفرون، والحمد لله رب العالين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[ذكر سبب إسلام السموأل]

إن أبى كان يقال له: الراب يهوذا بن أيوب "، من مدينة فاس، التي بأقصى

المغرب. و "الراب ": لقب ليس باسم. وتفسيره: الحبر. وكان أعلم أهل زمانه بعلوم التوراة، وأقدرهم على التوسع في الإنشاء والإعجاز في ارتجال منظوم العبرانى ومنشوره.

وكان اسمه المدعو به بين أهل العربية "أبا البقاء بن يحيى بن عباس المغربى".

وذلك أن كثيرًا من متخصصيهم يكون له اسم عربى، غير اسمه العبرى مشتق منه، كما جعلت العرب الاسم غير الكنية.

وكان اتصاله بأمي ببغداد، وأصلها من البصرة، وهى إحدى الأخوات الثلاث المنجَّبات في علوم التوراة، والكتابة بالقلم العبرى، وهن بنات إسحاق بن إبراهيم البصرى الليوى، أغنى سبط ليوى، وهو مضبوط النسب، لأن منه كان موسى عليه السلام.

وكان إسحاق هذا ذا علوم يدرسها ببغداد، وكانت أمهن نفيسة بنت أبى نصر الداودي المصري، وهذا الداودي من رؤسائهم المشهورين، وذريته إلى الآن بمصر، وكان اسم أمي باسم أم شموائيل النبي عليه السلام.

وكان هذا النبي ولد بعد أن مكثت أمه عاقرًا لا ترزق ولدًا، ولا تحبل مدة

سنين، حتى دعت ربها نما طلب ولد يكون ناسكا لله تعالى، ودعا لها رجل صالح من الأئمة، يقال له "عبلى"، فولدت شموائيل النبى.

<<  <   >  >>