الحديث من جملة الأحاديث، ثم مضى آخر، فقلت وهذا أيضًا من جملتها، ثم مضى ثالث، فقلت وهذا أيضًا منها وانصرفت وانقطعت عن العود إلى المجلس لحمى نالتني، فبينما أنا في الموضع الذي كنت نزلته، إذا أنا بداق يدق على الباب، فقلت من هذا؟ فقال: ابن سعيد، فخرجت وإذا بأبي العباس، فوقعت في صدره أقبله، وقلت يا سيدي لم تجشمت المجيء؟ فقال: ما عرفناك إلا بعد انصرافك، وجعل يعتذر إلي، ثم قال ما الذي أخرك عن الحضور؟ فذكرت له أني حممت، فقال: تحضر المجلس لتقرأ ما أحببت، فكنت بعد إذا حضرت أكرمني ورفعني في المجلس، أو كما قال. «تاريخ بغداد» ١٢ ٣٧.
• وقال الخطيب: سألت البَرْقانِيّ قلتُ له هل كان أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ يملي عليك العلل من حفظه؟ فقال: نعم، ثم شرح لي قصة جمع العلل، فقال: كان أبو منصور بن الكرخي يريد أن يصنف مسندًا معللاً، فكان يدفع أصوله إلى الدَّارَقُطْنِيّ فيعلم له على الأحاديث المعلله ثم يدفعها أبو منصور إلى الوراقين، فينقلون كل حديث منها في رقعه، فإذا أردت تعليق الدَّارَقُطْنِيّ على الأحاديث نظر فيها أبو الحسن، ثم أملى علي الكلام من حفظه، فيقول حديث الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود الحديث الفلاني، اتفق فلان وفلان على روايته، وخالفهما فلان، ويذكر جميع ما في ذلك الحديث، فأكتب كلامه في رقعة مفردة، وكنت أقول له لم تنظر قبل إملائك الكلام في الأحاديث؟ فقال: أتذكر ما في حفظي بنظري، ثم مات أبو منصور والعلل في الرقاع، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته إني قد عزمت أن أنقل الرقاع إلى الأجزاء وأرتبها على المسند، فأذن لي في ذلك وقرأتها عليه من كتابي، ونقلها الناس من نسختي، قال أبو بكر البَرْقانِيّ وكنت أكثر ذكر الدَّارَقُطْنِيّ والثناء عليه بحضرة أبي مسلم بن مهران الحافظ، فقال: لي أبو مسلم أراك تفرط في وصفه بالحفظ، فتسأله عن حديث الرضراض، عن ابن مسعود؟ فجئت إلى أبي الحسن وسألته عنه، فقال: ليس هذا من مسائلك، وإنما قد وضعت عليه، فقلت له نعم، فقال: من الذى وضعك على هذه المسألة؟ فقلت لا يمكنني أن أسميه، فقال: لا أجيبك، أو تذكره لي، فأخبرته، فأملى علي أبو الحسن حديث الرضراض باختلاف وجوهه، وذكر خطأ البخاري فيه فألحقته بالعلل ونقلته إليها، أو كما قال. «تاريخ بغداد» ١٢ ٣٧ و٣٨.
• وقال القاضي أبو الطيب الطبري حضرت أبا الحسن الدَّارَقُطْنِيّ وقد قرأت عليه الأحاديث التي جمعها في الوضوء من مس الذكر، فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضرًا لاستفاد هذه الأحاديث. «تاريخ بغداد» ١٢ ٣٨.
• وقال رجاء بن محمد الأنضناوي كنا عند الدَّارَقُطْنِيّ يومًا والقارىء، يقرأ عليه،