للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الدنيا فلا بد فيها من محبة المؤمنين وعداوة الكافرين، فقد ورد في الأثر أن الله أوحى إلى نبي من الأنبياء، أن قل لفلان العابد: أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك، وأما انقطاعك إليّ فتعززت به، ولكن هل عاديت في عدوا، وواليت في وليا؟ (١)، وقال عبد الله (٢) بن عمر رضي الله عنهما «لو صمت النهار لا أفطر، وقمت الليل لا أنام، وأنفقت مالي علقا علقا في سبيل الله، ثم أموت وليس في قلبي حبا لأهل طاعته، وبغضا لأهل معصيته، ما نفعني ذلك شيئًا» (٣) اهـ.

وقال الفضيل (٤) بن عياض في بعض كلامه: هاه! تريد أن تسكن الفردوس، وتجاور الرحمن في داره مع النبيين، والصديقين والشهداء والصالحين، بأي عمل عملته؟ بأي شهوة تركتها؟ بأي غيظ كظمته؟ بأي رحم قاطعة وصلتها؟ ثم قال: بأي قريب باعدته في الله؟ بأي بعيد قربته في الله (٥) اهـ.


(١) انظر مجموعة التوحيد (١١٧).
(٢) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي أسلم مع أبيه صغيرا، وهو لم يبلغ الحلم ولم يشهد بدرا لصغر سنه، وأول مشاهده الخندق وشهد غزوة مؤتة مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا، وشهد اليرموك وفتح مصر وأفريقية توفي عبد الله بن عمر سنة (٧٣ هـ) وهو ابن اربع وثمانين سنة انظر أسد الغابة لابن الأثر (٣/ ٢٢٧، ٢٣١).
(٣) انظر فضيلة الألفة والأخوة مخطوطة بجامعة الرياض برقم (١٦٠٥) الورقة (٧٠) المؤلف غير معروف كتبت تقريبا في القرن التاسع الهجري.
(٤) هو الفضيل بن عياض أبو علي التميمي أحد الأئمة العباد الزهاد ولد بخراسان بكورة دينور، وقد الكوفة وهو كبير، ثم انتقل إلى مكة فتعبد بها، وكان حسن التلاوة وكثير الصلاة والصيام، وكان له مع الرشيد قصة حيث دخل الرشيد عليه منزلة وأعطاه المال فرفض ذلك، توفي في مكة في شهر محرم سنة (١٨٧ هـ) انظر البداية والنهاية لابن كثير (١٠/ ١٩٨، ١٩٩).
(٥) انظر فضيلة الألفة والأخوة، مخطوطة بجامعة الرياض برقم (١٦٠٥) الورقة (٧٨) المؤلف غير معروف، كتبت في القرن التاسع الهجري تقريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>