للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث آخر: «وإني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب» (١).

وقد جعل الله حب الصحابة، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين علامة، ودليلا من دلائل الإيمان، كما ذكر أن بغضهم وبغض من يقتدي بهم، وبمن اقتدوا به، من دلائل الكفر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «آية المنافق بغض الأنصار» «وآية المؤمن حب الأنصار» (٢) وعن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «حب الأنصار آية الإيمان، وبغضهم آية النفاق» (٣) وعن البراء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الأنصار: «لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» (٤)، وفي حديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: «عهد النبي الأمي - صلى الله عليه وسلم - إلي أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق» (٥).

ومعنى هذه الأحاديث، أن من عرف رتبة الأنصار، وما كان منهم في نصرة الإسلام والسعي في إظهاره، وإيواء المسلمين وقيامهم في مهمات الإسلام حق القيام وحبهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحبه إياهم وبذلهم أموالهم، وأنفسهم بين يديه، وقتالهم معه، ومعاداتهم سائر الناس، من غير المسلمين إيثارا للإسلام، ومن عرف فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقربه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحب النبي - صلى الله عليه وسلم - له وما كان منه في نصرة الإسلام وسوابقه فيه: ثم أحب الأنصار وعليا لهذا كان ذلك من دلائل صحة إيمانه، وصدقه في إسلامه، لسروره بظهور الإسلام، والقيام بما يرضي الله سبحانه وتعالى، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن أبغضهم كان بضد ذلك واستدل ببغضه لهم على نفاقه وفساد سريرته (٦) ويقاس على ذلك حب، أو بغض من سار


(١) انظر مجموعة التوحيد (٤٨٣).
(٢) رواه مسلم انظر صحيح مسلم (١/ ٨٥).
(٣) المصدر السابق نفس المكان.
(٤) المصدر السابق نفس المكان.
(٥) المصدر السابق (٨٦).
(٦) المصدر السابق (٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>