للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل فرس في أخيته يجول ثم يرجع إلى أخيته، وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان فأطعموا طعامكم الاتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين» (١) فهذا الحديث يدل على وجوب إعطاء المعروف لأهل الإيمان وأهل التقى الذين هم عون للمؤمن في الدنيا والآخرة.

وقد دلت بعض الأحاديث أن القطعية بين الأخوة المسلمين وعدم الموالاة في الله من علامات الساعة وأشراطها، فقد روي عن حذيفة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة فقال: «علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها، أن بين يديها فتنة وهرج» قالوا يا رسول الله الفتنة قد عرفناها، فالهرج ما هو؟ قال: بلسان الحبشة القتل، ويلقي بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدًا (٢).

وهذا للأسف هو الحاصل بين عامة المسلمين في العصر الحاضر.

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من حديث طويل أن من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك» (٣).

ومما تقدم يتضح لنا بكل جلاء ووضوح، وجوب موالاة الله ورسوله والمؤمنين، موالاة وتوليا بالقول والفعل والاعتقاد، إذا كنا صادقين في انتسابنا إلى أمة الإسلام، فالحب في الله والبغض في الله أصل عظيم من


(١) انظر مسند أحمد (٣/ ٥٥).
(٢) مسند أحمد (٥/ ٣٨٩).
(٣) سنن الترمذي (٥/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>