للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله حرمه، أو كره ما أنزل الله أو أبغض ما أنزل الله (١) قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) [محمد: ٩].

فنستنتج من ذلك، أن أكبر ذنب وأضله وأعظمه منافاة لأهل الإسلام الولاء لأعداء الله، من حب معاونة ومناصرة لهم على كفرهم، لأن من أنواع الشرك الرئيسة شرك المحبة والولاء (٢) والشرك بأنواعه المتعددة من أعظم الذنوب قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: ٤٨] وشرك الولاء للأعداء يتخذ صورا متعددة منها السعي فيما يظهر به دين الكفار، وما هم عليه من باطل وشرك يضاف إلى ذلك انشراح الصدر لهم، وطاعتهم والثناء عليهم ومدح من دخل تحت أمرهم المنكر، وانضم إلى سلكهم وحرض على ترك جهادهم ومسالمتهم ودعا إلى عقد الأخوة معهم والطاعة لهم وتكثير سوادهم (٣).

وقد روي عن جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه، ولن يرد عليّ الحوض» (٤).

وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أعان على خصومة بظلم أو يعين على ظلم لم يزل في سخط الله تعالى حتى ينزع» (٥).


(١) انظر الدرر السنية (١/ ١٤٥، ١٤٦).
(٢) انظر مقرر علم التوحيد للصف الثاني الثانوي بالمملكة العربية السعودية/ تأليف محمد قطب (١) سنة ٣٩٦هـ، (٣٦).
(٣) انظر الدرر السنية (١١/ ٨٠).
(٤) رواه أحمد، مسند أحمد (٢/ ٩٥).
(٥) رواه ابن ماجه، سنن ابن ماجه (٢/ ٥٢) وانظر الحلية لأبي نعيم (٥/ ٧٤) (٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>