فالذين ينادون بالشيوعية، أو الاشتراكية، أو يدعون إلى الأحزاب البعثية، أو القومية، أو العلمانية، أو الماسونية هؤلاء كفار وإن عاشوا بين المسلمين، وتسموا بأسماء أهل الإسلام، لأنهم لم يرضوا بالإسلام دينا، ولم يعتقدوا بكماله وتمامه، وإلا لم ينتموا ويدعوا إلى تلك الأحزاب الكافرة قال تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا)[المائدة: ٣].
وقال تعالى:(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[النساء: ٦٥].
فالذين يوالون الكفار على تلك الصفات المتقدمة حكمهم الكفر، لأن هؤلاء الذين يوالون الكفار غالبا ما يكونون مبغضين لحكم الله ورسوله ودين الإسلام، معادين لأوليائه موالين لأعدائه، فهم والحالة هذه جمعوا بين سببين مكفرين:
الأول: تفضيل أحكام الكفار وأنظمتهم على حكم الله ورسوله.
الثاني: بغضهم لما جاء عن الله وعن رسوله من دين الإسلام فهم يحاولون تأويل النصوص الشرعية وتفسيرها حسبما يتفق مع أهوائهم ورغباتهم المنحرفة فهم وإن عملوا ببعض أحكام الإسلام فليسوا مسلمين بالمعنى الصحيح، لأنهم لم يستسلموا لله، وينقادوا له بالطاعة، ويذعنوا لأحكام الإسلام ففي أنفسهم حرج مما قضى الله به وشرع وهذا ينفي عنهم صفة الإيمان، قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ