للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي حاول أن يكرهه على ترك إسلامه، ورفض الأسير المسلم، وثبت على عقيدته فثار الإمبراطور وأمر أن تفقأ عيناه .. وسمع عمر بن عبد العزيز فكتب إلى ملك الروم يقول: أما بعد. فقد بلغني ما صنعت بالأسير المسلم، وإني أقسم بالله لئن لم ترسله إلي من فورك لأبعثن إليك من الجند ما يكون أولهم عندك وآخرهم عندي.

وعندما وصل الخطاب تراجع ملك الروم أمام هذه العزمة وأمر بإعادة الأسير المسلم إلى أهله وقومه (١) وفي موقف المعتصم (٢) صورة من صور الموالاة في الله فهو الخليفة الثامن من خلفاء الدولة العباسية وبطل عمورية العملاق الذي ضرب بتلك المعركة المثل الأعلى في استراداد الكرامة والذود عن حياض المسلمين وقصة عمورية كما ذكر بعض المؤرخين هي: أن نوفيل ملك الروم أغار على حدود الدولة العباسية وعلى زبطرة بالذات وهي مسقط رأس المعتصم وعلى أهل ملطية وغيرها من حصون المسلمين وأسر مجموعة من المسلمين من الرجال والنساء والأطفال فمثل بهم فمنهم من سمل عيونهم، ومنهم من قطع أنوفهم وآذانهم ومنهم من قتل، وكان من بين الأسرى امرأة هاشمية، كبر عليها الضمير وعظمت عليها القسوة، فصاحت بأعلى صوتها وامعتصماه، ونقل بعض الحاضرين هذه الصيحة إلى المعتصم، فما أن وصلت إلى مسمعه حتى صرخ بأعلى صوته في المجلس ونهض مرددا لبيك، لبيك يا أختاه


(١) انظر مجلة الدعوة المصرية عدد (٤٧) السنة التاسعة والعشرون (٤٢١) في جمادى الأولى (١٤٠٠) (٥٥) مقال عن عمر بن عبد العزيز بقلم محمد الخطيب.
(٢) هو أبو إسحاق المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بويع بالخلافة يوم وفاة أخيه المأمون في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة (٢١٨ هـ ٨٣٣) ولسنة (١٨٠هـ ٧٩٥) وتوفي سنة (٢٢٦ - ٨٤١) فتح عمورية من بلاد البيزنطيين الشرقية، وشيد مدينة سامراء سنة (٢٢٢هـ ٨٣٨) بعد أن ضاقت بغداد بجنده من الأتراك وتوفي بها، انظر تاريخ الطبري (١٠/ ٣٠٤، ٣٦٧) وانظر الموسوعة العربية الميسرة (٢/ ١٧١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>