للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: ٦] ولقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - الجاهلين من البقاء على جهلهم وحثهم على طلب العلم وعلى تحطيم ربقة الجهل، وحثهم على قرع أبواب المعرفة، ويتجلى هذا بوضوح فيما رواه عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن جده قال خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات مرة فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال: «ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟ وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون؟ والله ليعلمن قوم جيرانهم، ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة ثم نزل» (١) ولقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث مسئولية العلماء كما بين واجب من لا يعلم، وحث الفريقين على أداء واجبهما أهل العلم ينشرون العلم ويبينونه والجاهل يسعى إليهم ويتعلم منهم، وقد رتب على إخلال أحد الفريقين أو كليهما بواجبه عقوبة زاجرة رادعة من خلال هذا الحديث، وهذا يدل على أن الجهل ليس عذرا في ترك الأحكام أو إعفائه من المسئولية (٢).

يقول الشاعر:

إذا كنت لا تدري ولم تك بالذي ... يسائل من يدري فكيف إذًا تدري؟؟ (٣)


(١) انظر مجمع الزوائد (١/ ١٦٤) وقد رواه الطبراني في مجمعه الكبير وفيه بكير ابن معروف قال البخاري: ارم به، ووثقه أحمد من رواية وضعفه من أخرى، وقال: ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، فالحديث فيه لين، وأخرجه المنذري من الترغيب والترهيب (١/ ٨٦، ٨٧) بلفظ عن إشارة إلى أنه وجد من صحح الحديث أو حسنه ممن أخرجه.
(٢) انظر لمحات من المكتبة والبحث والمصادر (٢٣) تأليف د/ محمد عجاج الخطيب.
(٣) الدعوة السعودية عدد (٨١٥) من ٣٠/ ١١/ ١٤٠١ هـ ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>